كيف تتعامل مع طفلك شديد الحساسية؟
طفلك شديد الحساسية ، طفل مميز لأنه يعايش التجارب والخبرات الحياتية بطريقة أعمق من أقرانه ، ومن ثمّ تكون ردة فعله بمثل هذا العمق الذي قد يصفه المحيطون بأنه ’’حدة‘ في السلوك.
لذا، على الأبوين أن يعملا على تصحيح هذه النظرة عند الغير ، وأن يضربا المثل من نفسيهما في تقبّل تميّز طفلهما، مع الالتزام بخطوات عملية لترشيد ردود أفعاله لتكون قريبة من المستوى المألوف للأطفال في مثل عمره.
كيف تتعامل مع طفلك شديد الحساسية؟
لا شك أن التعامل مع الطفل شديد الحساسية اختبار صعب، لا سيما إذا كان الوالدان مشغولين بإخوته أو بوظائفهما أو بغير ذلك من المسؤوليات الحياتية.
إلّا إن تطبيق بعض الإجراءات وتثبيتها في حياة الطفل والأسرة، يوفر الكثير من الوقت والجهد.
إليك أهم الخطوات العملية التي تساعدك في التعامل مع الطفل شديد الحساسية:
بيئة آمنة، ونظام قابل للتنبؤ
يساعد تثبت روتين يومي مألوف يستطيع الطفل التنبؤ به على منحه الشعور بالأمان، وتوقع ما هو مقدم عليه، مما يجعله يتصرف بهدوء وطمأنينة.
البيئة الآمنة ونظام الرعاية المحدد سلفًا، والذي يعتاد عليه الطفل بتنفيذ بنوده يومًا بعد يوم ضمانة أكيدة ضد التصرفات غير المرغوبة التي تنشأ عند مفاجأته بتغييرات لم تكن في حسبانه.
إذا اضطررت إلى تغيير ما في نظام حياته، فمن الضروري التمهيد لذلك وإرسال إشعارات مسبقة عن كنه هذا التغيير، وضرورته، وطرق التعامل معه. وقبل كل ذلك الثناء على الطفل لمرونته وتقبله وتعاونه.
مساحة للحديث والتعبير
يشعر طفلك شديد الحساسية بأنه مختلف بطريقة ما عن أقرانه، وتؤثر فيه تصرفاته وردود الناس عليها مثلما تؤثر فيك، بل وربما بطريق أعمق.
لذا، فإنه يحتاج دائمًا إلى مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره وبخاصة السلبي منها.
خصص لطفلك وقتًا يوميًا لمساعدته على التعبير عن حقيقة عواطفه، بادره بجمل مثل ’’أرى أنّك محبط‘‘، ثم أشرح له معنى ’’محبط‘‘ أو غيرها من أوصاف المشاعر، لتفتح له باب الفضفضة وتفريغ الشحنات الضارة بصحته النفسية والعقلية.
لا تلم طفلك على مشاعره ولكن علمّه كيف يعبّر عنها بطريقة صحيحة، فمهما كان شعور طفلك فهو يخصه، أمّا طريقة التعبير عن هذا الشعور فهي تخص من حوله.
المداخل الإيجابية للطفل الحساس
ربما أصعب ما يواجه والدا الطفل شديد الحساسية، لحظة مواجهته بسلوك غير منضبط، إذ إنه يكون متحفزًا لرفض النصيحة، وثائرًا على من يصحح له الخطأ.
ومع ذلك، يسهل التعامل مع هذا التحدي، إذا أعتمد الأبوان سياسة المداخل الإيجابية، بمعنى التواصل مع الطفل بذكر مميزاته أولًا، أو بلفت الانتباه إلى الأعمال الجيدة التي فعلها، قبل التطرق إلى موضع الخطأ.
بالطبع، تصبح الأمور أكثر سهولة عندما يبث الوالدان جرعات إيجابية من التحفيز والثناء والإطراء على طفلهما طيلة اليوم، وذلك باصطيادهما أي إشارة طيبة منه، والبناء عليها.
لا تناطح الثور
من الاستراتيجيات الناجحة المُجرَّبة في التعامل مع الطفل شديد الحساسية، التعامل الهادئ، ونبرة الصوت المحايدة، وعدم تبني مواقف هجومية ضده.
التحدث مع الطفل الحساس بنبرة هادئة ، ولهجة غير اتهامية ، وموقف متعاطف يشعر فيه أن والديه في صفه وليسا في موقف الخصم، يجعله يتقبل نصيحتهما، ويبدي مقاومة أقل للاعتراض.
ذكرنا عددًا من الأساليب الرائجة علميًا للتعامل مع الطفل شديد الحساسية، لكن هذه الأساليب لن تعمل بكفاءة قبل أن يغير الأبوان نظرتهما إلى طفلهما.
إذا رأيت في طفلك أنه مشكلة، فسوف تتعامل معه بأفكار سلبية، وقناعات يائسة، أمّا إذا رأيت الجانب المميز من شخصيته مثل قوة الحدس، والإبداع، والتعاطف، فستدرك أنك أمام هدية من الله، وجب عليك الحفاظ عليها ورعايتها.
____________
اقرأ أيضًا :
ملخص كتاب التربية الذكية لاري جيه كوينج
5 طرق لتصحيح سلوك الطفل المزعج
نصائح لعلاج تشتت الانتباه عند الأطفال
المراجع :
- لويز بيتي، ساعد طفلك على التحكم في مشاعره، دار الرسم بالكلمات، 2022م
Lanny McConnel، Understanding Highly Sensitive Children، إنديبيندنتلي بابلش، 2021