كيفية صلاة الاستخارة بالطريقة الصحيحة؟
الإنسان بطبيعته يعلم ضعفه ويلجأ دائما لمن يحمل عنه ثقل الاختيار فإذا أراد المرء فعل شيء وتحير فيه فانه يسعى لإلقاء هذا الحمل على غيره ليستريح من هم الاختيار ولذلك نجد أن حتى المشركين في الجاهلية كانوا يستقسمون بالأزلام، ولما نهانا الله عن مثل هذه الأفعال لأنها شركيه فلا يعلم الغيب إلا الله أبدلنا بدعاء حسن نعلن به افتقارنا التام لله، وأيضا توكلنا عليه، ثم رضانا بما قسمه لنا ألا وهو دعاء الاستخارة وصلاة الاستخارة.
الاستخارة عند الحيرة :
صح عن النبي وأصحابه أنهم كانوا يستخيرون في كل أمورهم، كبيرها وصغيرها حتى ما كان ظاهره الخير المطلق وذلك من باب تفويض الأمر كاملا لله فقد صح أن السيدة زينب بنت جحش استخارت لما أراد النبي الزواج منها.
الهيئة الصحيحة للاستخارة :
ورد في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال :(كان النبي ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن: إذا هم بالأمر فليركع ركعتين، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويسمي حاجته).
قال النووي: ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله بل يكون مستخيرا لهواه وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.
الرضى بقضاء الله بعد صلاة الاستخارة
فقد ورد في حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مِن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له “؟ الحديث: رواه الترمذي (2151)
فإن السعادة والهناء والطمأنينة في الاستخارة ثم الرضا بقضاء الله بعدها.
ورد في كتاب الوابل الصيب لابن القيم (وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره).
ولأن الله لطيف بعباده فقد رخص الاستخارة بدون صلاة لمن لم يتمكن منها كالحائض وغيرها
كما قال النووي رحمه الله في “الأذكار” (ص120):” ولو تعذرت عليه الصلاة: استخار بالدعاء” انتهى.
الاستخارة بدون ركعتين وبدون وضوء :
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله:” هل تجوز الاستخارة بدون صلاة ركعتين أو بدون وضوء؟ وهل يجوز للحائض والنفساء أن تستخير؟
فأجاب: نعم، تجوز الاستخارة، ولو بدون صلاة، كونه يسأل ربه، ويستخير ربه، سواء كانت امرأة أو رجل، سواء كانت حائض، أو ما هي بحائض؛ كل ذلك لا بأس به، لكن إذا كان بعد الصلاة يكون أفضل، تكون الاستخارة بصلاة عملًا بالسنة، فيصلي ركعتين، ثم يسأل ربه، ويستخير ربه، سواء رجل أو امرأة، لكن إذا كانت حائضًا، أو كان الأمر مستعجلًا واستخار بدون صلاة فلا بأس.
فاللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة التي تريح بها قلوبنا وتجعلنا نمضي في أمورنا ونحن على يقين من أن الخيرة فيما اختاره الله.
اقرأ أيضاً :
طريقة الرقية الشرعية الصحيحة للوقاية من العين والحسد