قل لا .. و احذر المبالغة في إرضاء الآخرين
هل تريد التوقف عن إرضاء الآخرين على حساب نفسك؟ هل تشعر بضيق لمحاولاتك المستمرة في إرضاء الناس؟ هل تجد مشكلة في التأقلم مع الآخرين وتسعى جاهدًا لإرضائهم ليتم قبولك؟
إرضاء الآخرين تؤثر بالسلب على شخصيتك وأفكارك، لذا يجب السيطرة عليها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها ، حتى لا تجد نفسك بعيدًا عن شخصيتك الأساسية ، مما يسلبك سعادتك على المدى الطويل.
ستتعرف في هذا الدليل الشامل على المبالغة في إرضاء الآخرين، وطريقة علاج تلك المشكلة بطرق فعالة.
كيف تكتشف الشخص الذي يسعى لإرضاء الناس؟
مما لاشك فيه أن الحصول على التقدير والحب والقبول من الآخرين ، رغبة عامة تشعر معها بالأمان والطمأنينة، ولكن ماذا لو كانت على حساب نفسك؟!
في محاولات إرضاء الآخرين ، تبدأ في تغيير نفسك ، وتحويلها إلى نسخة جديدة يقبلها العالم من حولك، حيث تقوم ببعض السلوكيات التي تشير إلى إهمال ذاتك في سبيل إرضاء الآخرين ، وتجاهل احتياجاتك.
هناك مجموعة من السلوكيات والعلامات التي تشير إلى أنك شخص يسعى جاهدًا من أجل إرضاء الآخرين على حساب احتياجاتك ورغباتك وتشمل:
- تجنب المواجهة والدخول في صراع مع الغير، حيث يتملكك الخوف من اعتقادات الآخرين نتيجة مواجهتهم، لذا تتجاهل الأمور التي تحتاج إلى معالجة، مما يعزز لديك الشعور بالغضب والتوتر.
- الشعور بالاستياء والغضب بسبب منح الآخرين قدر كبير من طاقتك أو الاعتماد على المراوغة في التعبير عن احتياجاتك وتفضيلاتك التي لا يدركها الآخرين، مما يعزز لديك مشاعر سلبية.
- صعوبة التفوه بكلمة “لا” فلا تتمكن من التعبير عن رفضك لبعض الأمور التي يطلبها الآخرين، مما يمنعك من وضع الحدود معهم.
- الإكثار من الاعتذار للآخرين عندما لا تكون قادرًا على تنفيذ مطالبهم ، أو تلبية رغباتهم واحتياجاتهم.
- تجنب الاختلاف مع الآخرين لأنك لا تريد معارضة الآخرين ، وتتجنب الدخول في خلافات معهم، لذا تجبر نفسك على تقبل آرائهم وإخفاء مشاعرك وآرائك، مما يمنع الآخرين من فهمك ومعرفة مشاعرك، الأمر الذي يسبب سوء الفهم.
- الشعور بالتوتر والقلق عندما تشعر أن شخص ما مستاء منك ، لمجرد حدوث أي تغيير في سلوكه، حينئذ تعتقد أن هذا التغيير ناتج عن ارتكابك لخطأ ما، مما يجعلك تشعر بالقلق والترقب بشكل مستمر.
كيف تتخلص من عقدة إرضاء الناس؟
إرضاء الناس في المطلق أمر طبيعي ولكن المبالغة في إرضائهم مع الإضرار بصحتك النفسية والبدنية أمر غير مقبول ولا تُحمد عقباه، لذا يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للتوقف عن إرضاء الآخرين على حسابك كما يلي:
- زيادة الوعي باحتياجاتك الخاصة والتعاطف مع ذاتك بشكل متوازن يضمن لك علاقات صحية.
- التوقف عن الاعتذار عن الأمور التي لا دخل لك فيها، ويمكن استبدالها بالشكر والثناء على تفهم الآخرين للأمور، لا تقل “آسف لا استطيع”، ولكن قل “أشكرك لإدراكك أني لا أستطيع “
- التدريب على رفض الأمور التي لا ترغب فيها وقول “لا” بشكل مهذب مع انتقاء كلمات مناسبة.
- الموائمة بين الفائدة التي تحصل عليها من تضحياتك مقابل التكلفة التي تقدمها، وذلك لمساعدة نفسك على العودة إلى المسار الصحيح لعدم إرضاء الآخرين على حسابك.
- تحديد الأمور التي تريد القيام بها لذاتك وخصص وقت لتنفيذها مع المحافظة عليه للعناية بنفسك.
- كتابة الأمور التي تقوم بها والثناء على ذاتك مقابل القيام بها كما تفعل مع الآخرين.
لماذا أحاول دائما إرضاء الآخرين؟
قد تسأل نفسك، لماذا أحاول إرضاء الآخرين؟ تتمحور الإجابة حول الأسباب التي تحفزك لإرضاء من حولك على حسابك، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- أساليب التربية التي يعتمد عليها الآباء في تقديم الحب والاحترام مقابل شروط معينة، لذا يهمل مشاعره واحتياجاته ويركز بشكل أكبر على إرضاء الآخرين.
- الحاجة إلى قبول الآخرين والخوف من الرفض سبب أساسي في إهمال مشاعرك واحتياجاتك في سبيل إرضاء الآخرين.
- الشعور بالمسؤولية فيما يتعلق بإسعاد الآخرين وكسب رضاهم، حيث تشعر بداخلك أنك ملزم بذلك.
- الاعتقاد بأن الرفض والتفوه بكلمة “لا” أمر غير مقبول في التعامل مع الآخرين، فتتجنبها قدر الإمكان مما يمنعك من التعبير عن مشاعرك، ولكنها في الأساس وسيلة لحماية حدودك ومشاعرك وأهدافك.
- المفاهيم الخاطئة التي يتعرض لها الشخص في طفولته، فالبعض يربي أطفاله على أن حب الذات شكل من أشكال الأنانية، فيسعى لإرضاء الآخرين بدلًا من نفسه، كيف هذا وحب الذات وسيلتك لحب الغير.
في النهاية، تجدر الإشارة إلى أن إرضاء الآخرين على حساب نفسك خطوتك نحو حياة تعيسة وتعزيز مشاعر سلبية، لذا احذر المبالغة في إرضاء الآخرين لتحظى بحياة إيجابية.
اقرأ أيضاً :
10 أسرار لا تخبر بها أحد واحتفظ بها لنفسك
10 عبارات تعزز الثقة بالنفس واحترام الذات
المراجع :
https://www.today.com/health/mind-body/people-pleasing-rcna152788