كيفية أداء العمرة بالتفصيل
نتناول في هذا المقال كيفية أداء العمرة بالتفصيل وأذكار وأدعية العمرة، والطواف، والسعي.، والعمرة أحد الشعائر المهمة في الإسلام، وتعتبر سنة مؤكدة لكل من يستطيع القيام بها من المسلمين، عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسَلَّم قال: ((العُمْرَةُ إلى العُمْرَة كفَّارةٌ لِما بينهما))[1]، وأذكار وأدعية العمرة، والطواف، والسعي.
مواقيت الإحرام للعمرة
مواقيت الإحرام بالعمرة هي المواقع الجغرافية التي يبدأ عندها المعتمر إحرامه، ولا يجوز له تجاوزها دون إحرام إذا كان ينوي أداء العمرة أو الحج وتنقسم المواقيت إلى قسمين: مواقيت زمانية ومواقيت مكانية.
وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأماكن بشكل مفصل ومحدد، فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتًا للإحرام.
ويمكنني تصنيفها إلى ما يلي:
- ذو الحليفة (أبيار علي): ميقات أهل المدينة، ويبعد عن مكة حوالي 450 كم.
- الجحفة: ميقات أهل الشام ومصر والمغرب، وهو الآن بلدة رابغ.
- قرن المنازل (السيل الكبير): ميقات أهل نجد، ويبعد عن مكة حوالي 75 كم.
- يلملم: ميقات أهل اليمن، ويبعد عن مكة حوالي 92 كم.
- ذات عرق: ميقات أهل العراق، ويبعد عن مكة حوالي 94 كم.
الإحرام للعمرة من مكة: يُعتبر الإحرام من مكة جائزًا لمن هو مقيم بمكة أو نوى أداء العمرة منها، ويمكن للشخص أن يحرم من مكان إقامته أو من أحد المساجد في مكة مثل مسجد التنعيم أو مسجد عائشة.
ومن خارج مكة: بالنسبة لمن يأتي لأداء العمرة من خارج مكة، عليه الإحرام من الميقات المحدد لطريقه، ويتوجب عليه الالتزام بالإحرام من هذه المواقيت وعدم تجاوزها بدون إحرام.
أما من المطار: العديد من المسافرين يحرمون من المطار قبل وصولهم إلى مكة تتوفر في بعض المطارات مثل مطار الملك عبد العزيز في جدة أماكن خاصة للإحرام وتغيير الملابس والقيام بالأدعية المتعلقة بالإحرام.
كيفية أداء العمرة
-
الإحرام
الإحرام هو النية للدخول في مناسك العمرة ويبدأ من الميقات، وهو المكان المحدد الذي يُحرم منه الحاج أو المعتمر ويجب على المعتمر أن:
- يغتسل ويتطهر.
- يرتدي لباس الإحرام (الرجال يلبسون رداءين أبيضين غير مخيطين، والنساء يلبسن ما يشاءون من الثياب الساترة).
- ينوي الدخول في النسك ويقول: “لبيك عمرة”.
الاغْتِسالُ للإحرامِ سنة ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهِيَّةِ الأربَعَةِ: الحَنَفيَّة[2]، والمالِكِيَّة[3]، والشَّافِعِيَّة[4]، والحَنابِلَة وحُكِيَ فيه الإجماعُ[5]، عنْ جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((أتينا ذا الحُلَيفةِ، فولَدَت أسماءُ بِنْتُ عُمَيسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ، فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: كيف أصنَعُ؟ قال: اغتَسِلي، واستَثْفِري بثوبٍ، وأَحْرِمي ))[6]
-
التلبية
التلبية هي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. حتى يدخل المعتمر الحرم المكي.
-
الطواف
بعد الوصول إلى مكة، يتوجه المعتمر إلى الكعبة ويبدأ بالطواف حولها سبعة أشواط على النحو التالي:
- يبدأ الطواف من الحجر الأسود.
- يجعل الكعبة على يساره ويدور حولها.
- تقبيل الحجر الأسود مستحب أو الإشارة إليه في بداية كل شوط.
- يدعو بما يشاء أثناء الطواف مع مراعاة الأدعية الواردة.
سنن الطواف
1- حديثُ جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، الطَّويلُ، في صِفَةِ حَجِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((حتَّى إذا أتَيْنا البيتَ معه استلَمَ الرُّكْنَ، فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا… )) الحديث[7]
2- عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا طاف في الحَجِّ أو العُمْرةِ أوَّلَ ما يَقْدَمُ سعى ثلاثةَ أطوافٍ، ومشى أربعةً، ثم سجَدَ سجدتينِ، ثم يطوفُ بين الصَّفا والمروةِ ))[8]
3- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((أوَّلُ شيءٍ بدأ به حين قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه توضَّأَ، ثم طاف ))[9]
الاضطباعُ مشروعٌ في طوافِ القُدومِ, وطوافِ العُمْرةِ فقط، وهو مذهَبُ الحَنابِلة[10], وقولٌ عند الشَّافعيَّة[11], واختاره ابنُ باز, وابنُ عُثيمين
4- عن يَعلَى بنِ أميَّةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف مُضْطَبِعًا ))[14]
5- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه، اعتَمَروا مِنَ الجِعْرَانةِ، فرَمَلوا بالبيتِ، وجعلوا أردِيَتَهم تحت آباطِهم، قد قذفوها على عواتِقِهم اليُسرى ))[15]
وَجْهُ الدَّلالةِ:
دلَّ هذانِ الحديثانِ على أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّما اضطبَعَ في طوافِه أوَّلَ مَقْدَمِه، ولم يُروَ عنه الاضطباعُ في غيرِ ذلك
-
صلاة ركعتين بعد الطواف
بعد الانتهاء من الطواف، يصلي المعتمر ركعتين خلف مقام إبراهيم، إن أمكن، وإلا ففي أي مكان من المسجد الحرام. يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص.
-
السعي بين الصفا والمروة
بعد صلاة الركعتين، يتوجه المعتمر إلى المسعى ليبدأ السعي بين الصفا والمروة:
- يبدأ السعي من الصفا ويتجه نحو المروة، ويكرر ذلك سبعة أشواط.
- الدعاء أثناء السعي بما تيسر.
- الحلق أو التقصير
بعد الانتهاء من السعي، يقوم المعتمر بحلق رأسه أو تقصير شعره (للرجال)، أما النساء فيكتفين بقص جزء صغير من شعرهن.
أذكار وأدعية العمرة والطواف والسعي
أدعية الطواف
يدعو المعتمر بما يشاء أثناء الطواف، ومن الأدعية المأثورة:
- “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” (البقرة: 201).
- “اللهم اجعلها عمرة مقبولة “.
أدعية السعي
أثناء السعي بين الصفا والمروة، يدعو المعتمر بما يشاء ، ومن الأدعية المأثورة:
- “إن الصفا والمروة من شعائر الله” (البقرة: 158).
- “اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي”.
عمرة النبي صلى الله عليه وسلم
1- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال في صِفَةِ حجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثمَّ خرج مِنَ البابِ إلى الصَّفا، فلمَّا دنا مِنَ الصَّفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة: 158] أبدأُ بما بدأ اللهُ به. فبدأ بالصَّفا فرَقِيَ عليه، حتى رأى البيتَ، فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَزَ وَعْدَه، ونَصَر عبْدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ حتى إذا انصبَّت قَدَماه في بطنِ الوادي سعى حتى إذا صَعِدَتَا، مشى حتى أتى المروةَ ففَعَلَ على المروةِ كما فَعَلَ على الصَّفا ))[19]
2- عن مسروقٍ أنَّ ابنَ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه لَمَّا هَبَطَ إلى الوادي سعى، فقال: ((اللهمَّ اغفِرْ وارحَمْ، وأنت الأعَزُّ الأكرَمُ))[20]
3- وكان ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما يدعو فيقول: ((اللهمَّ إنَّك قلتَ: ادعوني أستجِبْ لكم، وإنَّك لا تُخْلِفُ الميعادَ، وإني أسألُكَ كما هَدَيْتَني للإسلامِ ألَّا تَنْزِعَه منِّي، حتى تتوفَّاني وأنا مُسْلِمٌ))[21]
الخاتمة
العمرة شعيرة عظيمة في الإسلام، وتتضمن مجموعة من الأعمال والمناسك التي يجب أداؤها بإخلاص ، واتباعًا للسنة النبوية، وإن الالتزام بالأذكار والأدعية المأثورة يسهم في تعزيز الروحانية وتقوية الصلة بالله تعالى.
اقرأ أيضاً :
كيفية أداء صلاة قيام الليل بالتفصيل
المراجع
[1] البخاري (1773)، ومسلم (1349).
[2] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/344)
[3] ((الشرح الكبير)) للدردير (2/38)
[4] ((المجموع)) للنووي (7/212)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/478).
[5] ((الإنصاف)) للمرداوي (1/183)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/348).
[6] رواه مسلم (1218)
[7] رواه مسلم (1218).
[8] رواه البخاري (1616) واللفظ له، ومسلم (1621).
[9] رواه البخاري (1641)، ومسلم (1235)
[10] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/477)
[11] ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/329)
14] رواه أبو داود (1883)، والترمذي (859)
[15] رواه أبو داود (1884)، وأحمد (3512)
[16] رواه البخاري
[17] متفق عليه.
[18] رواه أبو داود و النسائي
[19] رواه مسلم (1218)
[20] رواه الطبراني في ((الدعاء))
[21] رواه مالك في ((الموطأ))